للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وللباهلي على خبزه ... كتاب لآكله الآكله١

وقال أبو العباس٢: وكتب إلى بعض الإخوان: "قد رخصت الضرورة في الإلحاح، وأرجو أن تحسن النظر كما أحسنت الانتظار". وقال إسحاق بن ابراهيم الموصلي: نزل بأبي دلامة٣ أضياف له فغداهم ثم بعث إلى سندية نباذة٤ يقال لها: دوم، وأرسل إليها بجرة٥، فوجهت إليه٦، فشربوها، ثم أعاد فبعثت بأخرى، وجاءت تقتضيه الثمن٧، فقال: ليس عندي ما أعطيك، ولكن أدعو لك، فقال "من الوافر":

ألا يا دوم دام لك النعيم ... وأحمرُ ملء كفك مستقيم

شديد الأصل بنبض حالباه ... قوى فوقه فهر عظيم

يقويه الشباب ويزدهيه ... وينفخ فيه شيطان رجيم٨

وقال مسلم بن الوليد "من البسيط":


١ باهلة: قبيلة الأصمعي. الآكل: اسم فاعل من أكل. الآكلة: النار أو السياط أو العصا المحددة، وآكلة اللحم: السكين. والبيت الأخير في الكامل مع تغيير في الرواية "٢٤/ ٢ كامل، طبعة التجارية".
٢ يعني به ابن المعتز نفسه.
٣ شاعر كوفي مليح الشعر كثير النادرة، شهد آخر الدولة الأموية، واتصل بالسفاح والمنصور والمهدي، وتوفي في آخر خلافة المهدي عام ١٦١هـ.
٤ أي: تصنع النبيذ.
٥ الجرة من الخزف.
٦ المراد: أرسلتها إليه مملوءة نبيذًا.
٧ تطالبه به.
٨ يعني أحمر: آلة الرجل، ويروى: الأسر بدل الأصل، والأسر: الخلق، نبض العرق: تحرك الحالبان عرقان في جانبي الذكر، الفهر: الحجر الصلب، وهذه الأبيات والرواية الأدبية مذكورة في الأغاني "١٣١/ ٩" مع تغيير ضئيل.

<<  <   >  >>