للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١١- حسن التشبيه ١:

ومنها حسن التشبيه، نبدأ بإمام الشعراء، قال امرؤ القيس "من المتقارب":

ومسرودة السك موضونة ... تضاءل في الطِىّ كالمبرد

تفيض على المرء أردانها ... كفيض الأتي على الجدجد٢

وقال "من الطويل":

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي٣


١ راجع باب التشبيه في العمدة "٢٥٦ ج١" وقد عقد له قدامة فصلًا في نقد الشعر "ص٦٥-٧٠" وعقد له العسكري بابًا طويلًا في الصناعتين "٢٢٦-٢٤٩"، وقد سبق الجميع إلى الكلام على التشبيه المبرد؛ حيث عقد له بابًا في كامله "٣٥-١٠١ ج٢"، وكذلك ثعلب في قواعد الشعر "ص١٤-١٨ طبع ليدن".
٢ درع مسرودة من السرد؛ وهو تداخل الحلق بعضها في بعض، وقيل: السرد هو الثقب والمسرودة المثقوبة، والسك: الدرع الضيقة الحلق، والدرع الموضونة: هي المنسوجة، وقيل: المنسوجة بالجواهر، تضاءل: أي تتضاءل وتقل، الطي ضد النشر، والمبرد آلة الحداد المعروفة، الأردان: جمع ردن وهو أصل الكم، الأتي: السيل. والجدجد: الصخور الصلبة، وراجع شرح البيتين أيضًا في نقد الشعر "ص٦٨": قال: وصف الدرع في حال طيها بالبيت الأول، ثم وصفها في حال نشرها بالثاني، ومعنى البيت الأول أنها إذا طويت صغرت ولطفت حتى تصير كالمبرد.
٣ العناب: ثمر أحمر، والحشف: ما يبس من التمر ولم يكن له طعم ولا نوى، شبه الطري من القلوب بالعناب والعتيق بالحشف، يشبه الشاعر فرسه بعقاب صيود، وفرخ العقاب يأكل لحم الطائر ما خلا قلبه؛ فلذلك كثر ذلك عند وكرها.

<<  <   >  >>