للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٦- تجاهل العارف ١:

ومنها تجاهل العارف؛ كقول زهير "من الوافر":

وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء٢

وقال ابن أبي أمية "من الطويل":

فديتك لم تشبع ولم ترو من هجري ... أتستحسن الهجران أكثر من شهر

أراني سأسلو عنك إن دام ما ترى ... بلائقة لكن أظن ولا أدري٣

وقال آخر "من البسيط":

إن لم يكن لبن الدايات غيره ... عن فعل آبائه الغر الميامين

فربما غاب بعل عن حليلته ... فناكها بعض سواس البراذين٤


١ يسميه أبو هلال تجاهل العارف ومزح الشك باليقين ٣٨٧ صناعتين، ويعرفه بأنه "إخراج ما يعرف صحته مخرج ما يشك فيه ليزيد بذلك تأكيدًا".
٢ يقول: ما أدري أرجال آل حصن أم نساء، والقوم: الرجال دون النساء، ثم قال: وسوف أخال أدري: أي سأبحث عن حقيقة أمرهم حتى أتبينها، وإنما يهزأ بهم ويتوعدهم، وآل حصن هؤلاء حي من كلب، هجاهم زهير لأنهم أهانوا جوار رجل من غطفان نزل بجوارهم، وكان زهير نزالًا في غطفان.
٣ روى من الماء يروي، وبلائقة يرجع إلى قوله: أراني أي أظنني -إن دام هجرك ونأيك ودلالك- سأسلو عنك بلائقة في هذا الظن، ولا تحقق له، ولا عزم عليه.
٤ الدايات: جمع داية؛ وهي القابلة أو المرضعة، الغر: جمع أغر ورجل أغر: أي شريف، ميامين: أي كرام أخيار يتيامن بهم، واليمن: البركة، وفلان ميمون على قومه: أي مبارك عليهم، البعل: الزوج، الحليلة: الزوجة، ساس الدابة: قادها، البرذون: الدابة.

<<  <   >  >>