للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقلت من الكامل:

يا دار أين ظباؤك اللعس ... قد كان لي في إنسها أنس

أين البدور على غصون نقا ... من تحتهن خلاخل خرس١

وقال أبو نواس "من الكامل":

تدع المطي أمامها وكأنها ... صفت تقدمهن وهي إمام٢

وقال والبة بن الحباب٣ يرثي أخاً له "من المنسرح":

أمسيت في حفرة ببلقعة ... جاورها في محلها حفر

وكنت لي مألفاً إذا نفر ... من بعض إخوان ودهم نفروا٤

وقال البحتري٥ "من البسيط":

لولا علي بن مر لاستمر بنا ... خلق من العيش فيه الصاب والصبر

برد الحشا وهجير الروع محتفل ... ومسعر، وشهاب الحرب مستعر


١ اللعس: جمع لعساء، يقال: شفة أو امرأة لعساء، واللعس لون الشفة إذا كانت تقرب إلى السواد قليلًا وبابه طرب. الإنس: ضد الجن، والإنس: المؤانسة، والنقا: كثيب الرمل يشبه به الردف، خرس: أي لشدة امتلاء الساقين.
٢ يصف سرعة ناقته وتقدمها على المطايا، ويشبهها مع النوق التي زاملتها في السير بالإمام يتقدم على الصف الأول في الصلاة، ويروى -بدل أمامها- وراءها.
٣ كوفي شاعر غزل ظريف ماجن وصاف للشراب وأستاذ أبي نواس، توفي قريبًا من عام ١٧٥هـ.
٤ البلقعة: الأرشض القفر لا شيء بها، النفر: عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة، نفرت الدابة تنفر نفارًا. المألف: الإلف.
٥ أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي، ولد بمنبج سنة ٢٠٦، وتنقل في قبائل طيئ وغيرها، واتصل بالمتوكل والفتح بن خاقان، ومات سنة ٢٨٤هـ. ويمتاز شعره برقة الأسلوب وحسن الخيال وجودة الوصف والرثاء والعتاب والغزل والمديح، كما يمتاز بقوة الطبع وباتباع مذاهب العرب في نظم القريض.

<<  <   >  >>