للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأنشد العتبي١ "من الكامل":

دنس القميص غليظه ... من غير لحمته سداه

وشعار من شعره ... فكأنه من مسك شاه٢

ويقال: إن عبد الله بن إدريس٣ سئل عن النبيذ فقال: جل أمره عنه المسألة، أجمع أهل الحرمين على تحريمه، ولم يقصده فيما أظن، ولكن كما تهيأ له في الكلام.

ومن التجنيس المعيب في الكلام والشعر قول بعض المحدثين، وهو منصور بن الفرج٤ "من المتقارب":

أكابد منك أليم الألم ... فقد أنحل الجسم بعد الجسم٥

وقال أيضاً "من الكامل":

إن كان يوم صائراً لمنية ... إلفاً فيوم تفرق الإلفين٦


١ محمد بن عبد الله من بني عتبة بن أبي سفيان البصري، راوية للأخبار والآداب، وله شعر حسن ومصنفات "٤٢٠ معجم الشعراء"، كان متصلًا بمحمد بن خالد بن برمك "٢٠/ ٧٦ أغاني"، وقال ابن النديم: كان العتبي وأبوه عبد الله فصيحين، وتوفي العتبي عام ٢٢٨.
٢ الدنس: الوسخ، السدى: ضد اللحمة، ولحمة الثوب بضم اللام وفتحها. الشعار: ما ولي الجسد من الثياب، المسك: الجلد.
٣ مرت ترجمته، وهو محدث ورع، توفي عام ١٩٣هـ، وهو بالطبع غير أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى عام ٢٠٤هـ، وقد أخطأ عبد القاهر حيث فهم أنه الشافعي فنسبها إليه "٧ أسرار البلاغة، المنار".
٤ شاعر عباسي رقيق عذب الأسلوب واضح الصنعة فيه، أنيق الديباجة، عاصر ابن المعتز، وتوفي في أواخر القرن الثالث، وهو أخو إبراهيم بن الفرج البندنيجي الشاعر، وفي الصناعتين أنشده ابن المعتز "٣٢٧ صناعتين".
٥ الجسم: الجسد، جسم الشيء: عظم، والبيت في الصناعتين ٣٢٧.
٦ الإلف: الأليف، والمعنى: أن يوم تفرق الأحباب هو اليوم الذي صار أليف المنية؛ أي: يوم الفراق ويوم المنية سواء عند المحبين.

<<  <   >  >>