للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأرى الوحش في يميني إذا ما ... كان يوماً عنانه في شمالي١

وقال أبو تمام "من البسيط":

فيم الشماتة إعلاناً بأسد وغى ... أفناهم الصبر إن بقاكم الجزع٢

وقال البحتري "من الخفيف":

إن أيّامَه من البيض بيضٌ ... ما رأين المفارقَ السودَ سودا٣

وقال النميريّ٤ "من الكامل":

ومجالس لك بالحمى ... وبها الخليط نزول

أيامهنّ قصيرة ... وسرورهن طويل

وسعودهنّ طوالع ... ونحوسهن أفول

والمالكية والشبا ... ب وقينة وشمول٥

وقال بشار "من البسيط":

حتّام قلبي مشغول بذكركمُ ... يهذي وقلبُك مربوط بنسياني

لهفي عليها ولهفي من تذكرها ... يدنو تذكرها مني وتنآني


١ العنان: اللجام، يقول: إذا ركبت الفرس فكان لجامه في شمالي اصطدت الوحش فكان عنانه في يميني، يصف فرسه بسرعة العدو.
٢ الشماتة: الفرح بمصيبة العدو، إعلانا: جهارًا، الأُسْد: جمع أسد.
٣ في الأصل: رأينا، البيض: جمع بيضاء، وامرأة بيضاء: أي حسنة جميلة، والمفارق جمع مفرق وهو وسط الرأس وما يفرق منه الشعر، والمعنى أنه ينعم بجمال الحياة وبهجة الدنيا بوصال الغانيات الذي يظل ما دام في روعة الشباب ونضارة العمر.
٤ النمري هو منصور النمري، شاعر الرشيد من سلالة النمر بن تولب، والنميري هو محمد بن عبد الله بن نمير من قيس، وهو شاعر غزل مولد من شعراء الدولة الأموية، وله في زينب أخت الحجاج غزل كثير، راجع "٢٤/ ٦ الأغاني"، وفي الأبيات روح منصور النمري مما يجعلني أجزم بأن الصحيح هو "وقال النمري" فتكون كلمة النميري الواردة في الأصل محرفة، وفي زهر الآداب "٦٩/ ٣": "وقال العتابي يعرض بالنميري"، وهو تحريف أيضًا.
٥ الحمى: المكان المحمي، ويقال للوطن: حمى لحمايته من الأعداء، والخليط: المخالط كالنديم والمنادم وهو واحد وجمع، والمالكية: اسم محبوبته، والقينة: المغنية، الشمول: الراح.

<<  <   >  >>