للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال بعض الشعراء في القاسم١ بن عبيد الله "من الكامل":

من كان يعلم كيف رقة طبعه ... هو مقسم أن الهواء ثخين

وقال الطائي "من الوافر":

فيه ثلج الفؤاد وكان رضفاً ... ويا شبعى برؤيته وريى٢

وقال "من الخفيف":

فإذا الصنع كان وحشا فمليـ ... ـت برغم الزمان صنعًا وربيبا٣

ولبعض المحدثين وهو من عجيب هذا الباب في الرداءة "من الكامل":

وجعلت مالك دون عرضك جنة ... إذ عرض غيرك لا يقيه بقوة٤

وقال كاتب تامش٥ -واسمه شجاع٦- في دعائه: "يا رب، ارحم ترحم".


١ القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد، وتوفي سنة ٢٩١هـ. "٤٤٤ ج١ ابن خلكان".
٢ يصف الشاعر رقة طبع الممدوح، وأن الذي يتصل به ويرى رقة طبعه يعلم أن طبعه أرق من الهواء، وأن الهواء مع رقته يعد بالنسبة إلى طبعه ثخينًا غليظًا. الرضف: عظام في الركبة قد أخذ بعضها بعضًا واحدتها رضفة، والرضف أيضًا حجارة محماة، ورضفه يرضفه بها: أي كواه. هو ثلج الفؤاد: أي طمأنينته ومسرته، وكان أي الفؤاد.
٣ الوحش: كبير السن قبيح المنظر، والربيب: ولده وهو صغير السن فتي الشباب، وملاك الله حبيبك تملية: متعك به وأعاشك الله معه طويلًا. يقال: رغم أنفه: أي ذل وانقاد، وأرغم الله أنفه: ألصقه بالرغام وهو التراب، يقول: إذا كان فعل الزمان معك سيئًا فمتعك الله برغم أنف الزمان وملاك صنعًا جميلًا حسنًا، يعني إذا كانت أيامك الماضية أيام شدة وشقاء، فأحالها الله إلى أيام خير ورخاء ويسر.
٤ الجنة: ما استتر به من سلاح، والجنة: الستر. وقى الشيء يقيه وقاية: حفظه. القوة ضد الضعف، وأخذ الشيء بقوة: أي بجد وعزم.
٥ قائد تركي تولى البيعة للخليفة المستعين سنة ٢٤٨هـ فأطلق يده في شئون الدولة، فأثرى ثراء عظيمًا فثارت عليه الموالي وقتلوه.
٦ هو شجاع بن القاسم، كان موضع ثقة تامش القائد، وكان تامش لا يعرف الكتابة، فكان شجاع كاتبه يتولى له أمورها، ومات مقتولًا في نكبة مولاه.

<<  <   >  >>