للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مزيدك عندي أن أقيك من الردى ... وإن كان شجواً أن أكون المقدما١

أردنا من هذه الأبيات البيت الأول. وقال محمد٢ بن أبي أمية الكاتب "من المديد":

حسن هذا الوجه لا يسلمني ... أبدًا منه إلى غير حسن٣

وقال بشار الأعمى "من الطويل":

طلوب ومطلوب إليه إذا غدا ... وخير خليليك الطلوب المطلب٤

وقال منصور بن الفرج "من الوافر":

مفيد إن تزره وأنت مقوٍ ... تكن من فضل نعمته مفيدا

حميد حين تكثر ذم صرف ... لدهر لا ترى فيه حميدا

وإن فقد الربيع وكل خصب ... فليس ربيع كفيه فقيدا


١ الأقاحي: جمع أقحوانة نبت طيب الرائحة حواليه ورق أبيض ووسطه أصفر ويشبه الثغر به. والمزنة: السحابة البيضاء. صيفية: أي تهطل في الصيف. والتبسم دون الضحك. يقول: يبسم المحبوب عن ثغر كأنه الأقحوان جاء وابتسم له في الصيف السحاب فنور وابتسم، ومات اللهو كناية عن ذهابه وعفاء ذكرياته من النفس، وطيف الحبيبة خيالها الذي يتراءى في النوم وطاف الخيال جاء في النوم، وألم به: نزل به. وقاه من الردى: حفظه. الردى: الهلاك، الشجو: الهم والحزن، يقول الشاعر: أحبه وأزيده من الحب فلو كان ردى لوقيته منه بنفسي وإن كان يحزنني أن أتقدم عليه فأموت قبله وأفارقه غير متمتع به.
٢ محمد بن علي بن أمية الكاتب غنى المأمون ومن بعده من الخلفاء إلى المستعين، ومدح المتوكل والخلفاء بعده، وتوفي بعد منتصف القرن الثالث.
٣ يقول ما أجمل هذا الوجه الذي لا تقع عيني منه أبدًا على غير حسن وجمال! وهو شبيه بقول أبي نواس:
يزيدك وجهه حسنًا ... إذا ما زدته نظرًا
٤ طلوب: مبالغة في طالب. يقول في محبوبه: إنني وقعت في أسر هواه، ووقع هو أيضًا في أسري، فهو يطلبني وأنا أطلبه، وخير الأخلاء من هام بك وهمت به.

<<  <   >  >>