للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال النابغة الذبياني "من الطويل":

تراهن خلف القوم زورًا عيونها ... جلوس الشيوخ في مسوك الأرانب١

وقال زهير "من الطويل":

بكرن بكوراً واستحرن بسحرةٍ ... فهن بوادي الرس كاليد في الفم٢

ومن التشبيهات العجيبة قول ابن مقبل "من البسيط":

وللفؤاد وجيب تحت أبهره ... لدم الغلام وراء الغيب بالحجر٣

وقال رؤبة٤ "من الرجز":

حتى رأين هامتي كالطس ... جلحاء جلهاء كظهر العس٥

وقال زهير في الحمار والأتن "من المتقارب":

تبادرن جرياً يبادرنه ... كقرع القليب حصى القاذفينا


١ زورا: أي منحرفات، زور عن الشيء: أي عدل عنه وانحرف، والمسوك: الجلود.
٢ بكر: سار بكرة، واستحر: سار سحرًا، وسحرة اسم للسحر، يقول: ابتدأن السير وسرن سحرًا وهن قاصدات لوادي الرس لا يخطئنه كاليد القاصدة للفم لا تخطئه.
٣ الوجيب: خفقان القلب وتحركه، الأبهر: عرق مستبطن في الصلب متصل بالقلب، اللدم: الضرب، والغيب: ما كان بينك وبينه حجاب، والمعنى: أنه يشبه صوت خفقان القلب الذي لا يرى بصوت الحجر الذي يرمي به الصبي من خلف حجاب ولا يراه. وخص الغلام لأن الصبيان كثيرًا ما يلعبون برمي الحجارة.
٤ راجز من مخضرمي الدولتين كان أكثر مقامه بالبصرة، وكان يحتج بشعره، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة، وكان بشار يحاول أن يظهر عليه في الرجز، وأبوه العجاج الراجز المشهور، ومات بالبادية سنة ١٤٥هـ.
٥ الهامة: الرأس. الطس: لغة في الطست. العس: القدح العظيم. والجلحاء من الجلح؛ وهو انحسار شعر الرأس من الجانبين، والجلهاء: من الجله، وهو قريب من الجلح، الأنزع: الذي قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، فإذا زاد قليلًا فهو أجلح، فإذا بلغ النصف فهو أجلى ثم هو أجله.

<<  <   >  >>