للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكتب مروان إلى بعض الخوارج: إني وإياك كالزجاجة والحجر إن وقع عليها رضها١ وإن وقعت عليه فضها. وقال آخر يصف السيل "من الرجز":

يكب فيه دوحه للأذقان ... شحذ المواسي حجام الرهبان٢

ومن عجائب التشبيه قول عدي٣ بن الرقاع "من الكامل":

تزجى أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة٤ مدادها

وقال آخر يصف صوت شخب٥ الضرع "من الرجز":

كأن صوت شخبها غديه ... حفيف ريح أو كشيش حية٦

وقال حسان "من الكامل":

بزجاجةٍ رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكبٍ مستعجل٧

وقال جرير "من الوافر":

لها برص بأسفل إسكتيها ... كعنفقة الفرزدق حين شابا٨


١ الرض: الدق، وكل شيء كسرته فقد رضضته، والفض: الكسر بالتفرقة.
٢ الكب: ألقاء الشيء على الوجه. والإكباب: خرور الشيء على وجهه، الدوح: جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة. المواسي: جمع موسي، وهو ما يحلق به. الحجام: موضع الحجامة. الرهبان: جمع راهب.
٣ شاعر فحل هاجى جريرًا، واجتمعا عند عبد الملك أو الوليد فأنشده عدي قصيدته الدالية فحسده جرير عليها، واختص بالوليد بن عبد الملك ومات سنة ٩٥هـ في دمشق.
٤ أزجى الإبل: ساقها. الأغن: الظبي، والغنة: صوت في الخيشوم، يقال: طير أغن أي: يتكلم من قبل خياشيمه. الروق: القرن. إبرته: طرفه المدبب. المداد: الحبر.
٥ الشخب: جريان اللبن في الإناء وقت الحلب ويضم.
٦ الغدية: تصغير غدوة، وهي ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس. حفيف الريح: صوت هبوبها. الكشيش: صوت الحية.
٧ رقصت: تحرك ما فيها من شراب في اضطراب. القلوص: الناقة الشابة.
٨ البيت من قصيدة لجرير في هجاء الراعي النميري. والمضير في لها لعل مرجعه إلى الناقة أو إلى المرأة. البرص: داء معروف. الأسكتان: جانبا الرحم. العنفقة: ما بين الشفة السفلى والذقن لخفة شعرها.

<<  <   >  >>