للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣- المطابقة:

ذكر الأصمعي المطابقة في الشعر فقال: أصلها وضع الرجل موضع اليد في مشي ذوات الأربع، ثم قال: وأحسن بيت قيل لزهير في ذلك:

ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما الليث كذب عن أقرانه١ صدقا

وقال الأصمعي والخليل: يقال: طابقت بين الشيئين إذا جمعتهما على حرف واحد وألصقتهما٢، فذلك هو مساواة المقدار من غير زيادة ولا نقصان، كما قال الرماني: المطابقة مساواة المقدار من غير زيادة ولا نقصان. قال ابن رشيق: هذا أحسن قول سمعته في المطابقة، وهو مشتمل على قول القوم وغيرهم جميعًا٣.

وفي البيان للجاحظ وردت كلمة التطبيق بمعنى إصابة الكلام الغرض المسوق له٤، ويذكر تطبيق الحديث وأنه غير التطبيق الأول٥، وفي كامل المبرد كلمة المطابقة بمعنى الجمع بين الشيء وما يقابله في الكلام٦، وكذلك أراد ابن المعتز هذا المعنى من هذا الاصطلاح، ويسميه ثعلب مجاروة الأضداد٧، ويسميه قدامة التكافؤ٨.

فالمطابقة -إذن- لها معنيان: مساواة المقدارة، والجمع بين الشيء وضده. وأول مَن


١ ٦/ ٢ العمدة.
٢ ٦/ ٢ العمدة، ٧٤ البديع.
٣ ٦/ ٢ العمدة.
٤ ٨٧، ٧٩/ ١، ١٣٣/ ٢ البيان.
٥ ١٨٢/ ١ البيان.
٦ ٢٤١/ ١ الكامل.
٧ قواعد الشعر لثعلب ٢٤.
٨ ٨٥ نقد الشعر.

<<  <   >  >>