للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال "من البسيط":

إن البرامك لا تنفك أنجية ... بصفحة الدين من نجواهم ندب

تجرمت حجج عشر ومنصلهم ... مضرج بدم الإسلام مختضب١

وقال "من الطويل":

ومن فوق أكوار المطايا لبانة ... أحل لها أكل الذرى والغوارب

فتى ظفرت منه الليالي بزلةٍ ... فأقلعْن عنه داميات المخالب٢

وقال "من الكامل":

ناهضتُّ بالحسنِ بن عمران العلا ... وتنبهت لذكائه آمالي

سكتاته عدة وفي نطقاته ... تفريق بين قرائن الأموال

لما لجأت إلى ذراك وأشرفت ... عنق من الحدثان قلت نزال٣

وقال النمري للرشيد "من الوافر":

مننت علي ابن عبد الله٤ يحيى ... وكان من الحتوف على شفير


١ أنجية: جمع نجي وهو الذي تساره. الندب: الجرح. تجرم: انقضى. حِجَج: جمع حِجة أي سنة. المنصل: السيف. مضرج: ملطخ بالدم، يرمي البرامكة بالكيد للإسلام والعمل على القضاء عليه، والأبيات في زهر الآداب "٣٩/ ٣".
٢ أكوار: جمع كور وهو الرحل، لبانة: حاجة، أحل: في الأصل بالبناء للمفعول، ولا معنى لها؛ بل هي بالبناء للفاعل وفاعلها هو قوله: "فتى"، و"أكل" مفعولها، وأحل -أي أباح- للأكوار أكل الذرى والغوارب من هذه المطايا، كناية عن هزله لها بكثرة السفر. ذرى الشيء: أعاليه. الغارب: ما بين السنام إلى العنق. دُمي الشيء: تلوث بالدم.
٣ ناهضت: ساميت. سكتات: جمع سكتة أي سكوت. نطقات: جمع نطق. عدة: أي وعد بالعطاء. قرن بين الشيئين قرانًا: جمع بينهما، والقرين: الصاحب، وقرينة الرجل: امرأته. والذرى بالفتح: الملجأ. أشرفت: تطلعت. عنق من الحدثان: طائفة منها أو أوائلها، والحدثان والحادثة بمعنى، وفي الأصل ذراك بالضم، وهو خطأ.
٤ هو حفيد الحسن بن علي بن أبي طالب ثار على الرشيد ببلاد الديلم عام ١٧٦، فجهز إليه الرشيد الفضل على رأس جيش، فطلب الأمان من الرشيد وحضر يحيى العلوي إلى بغداد فأكرمه الرشيد ثم حبسه حتى مات في الحبس "أبو الفداء، ٣٠٨ مقاتل الطالبيين".

<<  <   >  >>