للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولما ردها في الشول شالت ... بذيال يكون لها لفاعا١

ويروى في بعض الحديث عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: "هاجروا ولا تهجروا"٢.

وقال محمد بن كناسة٣ "من الطويل":

وسميته يحيى ليحيا ولم يكن ... إلى رد أمر الله فيه سبيل٤

تيممت في الفأل حين رزقته ... ولم أدرِ أن الفألَ فيه يفيل

وقال جرير "من الطويل":

فما زال معقولاً عقال عن الندى ... وما زال محبوساً عن المجد حابس٥

وقال ذو الرمة٦ "من الطويل":

كأن البرى والعاج عيجت متونه ... على عشر يرمى به السيل أبطح٧


١ شال الميزان: ارتفعت إحدى كفتيه. الشول: جمع شائلة وهي الناقة التي تشول بذنبها عند إرادة اللقاح ولا لبن فيها، والشائلة من الإبل ما أتى عليها من حملها أو من وضعها سبعة أشهر فجف لبنها، جمعها شول على غير قياس، الذيال: الذيل الطويل. اللفاع: ما يلتفع به. يقول: لما أراد لفاح ناقته رفعت -طلبا له- ذيلها الطويل الذي يكاد يكون لفاعًا وغطاء لها.
٢ تهجر فلان تشبه بالمهاجرين.
٣ من أسرة شاعرة، وهو شاعر عباسي رقيق الحاشية جميل الطبع، عاصر المأمون ومات عام ٢٠٧هـ، وكان كوفي المولد والنشأة، وروى عنه شيء من الحديث، وكان لا يتعرض لمدح أو هجاء، ورفض الاتصال بالخلفاء مع إملاقه "١٢/ ١١١ الأغاني".
٤ البيتان في رثاء ابن له كان اسمه يحيى. يممه: قصده. الفأل: التفاؤل بالخير، وفال: خاب.
٥ عقال وحابس أحد أجداد الفرزدق "راجع ٥٨، ٥٩/ ٣ زهر الآداب".
٦ هو غيلان بن عقبة عشيق مية واشتهر بها، وتوفي عام ١١٧، وهو شاعر أموي مجيد في وصف الأطلال، وكان يذهب في ذلك مذهب الجاهليين، ويعد من فحول الطبقة الثانية في عصره.
٧ البرى: جمع برة وهي الخلخال والحلقة في أنف البعير، العاج: عظم الفيل والذيل أيضًا، عاج عطف رأس البعير بالذمام، والعشر: شجر بعينه كما قال المبرد، والأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى المتن: الصلب، ذكر المبرد البيت في كامله وشرحه "١٢/ ٢" وذكر أن العاج كان يتخذ مكان الأسورة، ورواية ابن رشيق في العمدة: نهى بدل يرمى، وقال: قال ابن المعتز: نهى به السيل أي بلغ به إليه فهو أفعم له وأكثر لدونه، وأنا أقول: معناه ترك به السيل نهيًا وهو الغدير، وذلك أتم لما أراده ابن المعتز، اللهم إلا أن يكون معناه جعل نهايته هناك فإنه أتم وأجود أي: لم يجد متصرفًا فأقام "١/ ٢٩٣ العمدة".

<<  <   >  >>