للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} ١.

{وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} ٢.

فهم مسرفون في إيمانهم بالله، مشوشون في فهم العبودية، لجلاله فأشركوا مع جلاله الجن والملائكة والكواكب والأوثان والأصنام والنصب.

ولقد كان في البيئة قبل البعثة رهبان وأحبار ومثقفون يبشرون بالنبوة الخاتمة.

لقد آمن ورقة والنجاشي وكلاهما تعلم المسيحية وتبحر فيها.

وآمن بحيرا ونسطورا وهما من رجال الدين المتخصصين.

وآمن عبد الله بن سلام وهو من كبار علماء اليهود.

وآمن خلق من البشر الذين عاشوا فترة التوعية والتمهيد للدعوة دون أن يقيم الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم دليلا ولا طلبوا منه برهانا.

فالجو الإيماني بالله موجود ولكنه مشوش في إدراكه وتنزيهه لله جل جلاله.

وإذن فالقرآن عندما يواجه هؤلاء القوم يواجههم على مقتضى حالهم ودعاويهم وأفكارهم، إنه يواجه موجة إسراف في الإيمان بآلهة


١ من الآية رقم ٢٣ من سورة النجم.
٢ الآية رقم ٢٨ من سورة النجم.

<<  <   >  >>