بالنبوة المعصومة والرسالة الممنوحة من الله تعالى لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- دعا إلى الإسلام في بدء أمره سرا, وهذه الدعوة في هذه المرحلة جزء أساسي من منهج العمل مع الجماعة، وقد رأينا في الفصل السابق إلى أي حد وصل مستوى هذا الإعداد، لقد ارتفع المسلمون الأوائل بدعوة الإسلام إلى أرفع مستوى تهون دونه الحياة نفيسها وجليلها.
لقد كانت غايتهم القصوى هي الله وحده, وقائدهم المعصوم هو محمد -صلى الله عليه وسلم- لا غيره, وكان القرآن الذي يترى دستورهم المفدى.
لقد استعذبت أرواح هؤلاء الأوائل رسالة الإسلام فمنحوها النفس والنفيس, وآثروها على كل الوجود, وسموا بأنفسهم فوق المجتمع الجاهلي بمادياته ومعنوياته.
هذه القيادة التي رباها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لتتحمل نشر الدعوة الإسلامية, أريد لها أن تنتشر في ربوع الجزيرة, والإسلام ما زال في مكة يسير وئيدا بين الأصفياء المختارين حتى إذا ما ظهرت الدعوة جهرا وأذن للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يصدع بها كانت القيادة في شتى أنحاء الجزيرة العربية وخارجها