إذا كانت الدعوة الإسلامية في العصر الحديث تعان من الغزو الفكري بأنواعه المتعددة, فقد كانت الدعوة منذ عهدها المكي مستهدفة لمثل هذا اللون من المجابهة.
إذا جابه الغزو الفكر الشيوعي الكذاب، والصليبي الحقود, واليهودي الماكر الخبيث دعوا لله الخاتمة التي جاء بها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن هذه المواجهة استمرار لأسلوب طبيعي في معاندي لا فرق بين قديم فيه أو حديث.
فلقد أعلنت قريش مجابهة ثقافية ضد الدعوة الإسلامية, وكان لها جانبان كلاهما أخطر من الآخر في محاولة هدم الدعوة.
وهذان الجانبان هما: الجانب السلبي.
والجانب الإيجابي.
أما الجانب السلبي: فقد اتفقت كلمة قريش على اللغو في القرآن الكريم, ولقد حكى الله تعالى عنهم هذا الموقف, إذ يقول الله تعالى:
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تلا عليهم القرآن ودعاهم إلى الله، قالوا وهم يهزءون به: قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه، لا نفقه ما تقول، وفي آذاننا وقر لا نسمع ما تقول، ومن بيننا وبينك حجاب قد حال بيننا وبينك, فاعمل بما أنت عليه، إننا عاملون بما نحن عليه، إنا لا نفقه عنك شيئا، فأنزل