للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[منهج إثبات الوحدانية لله تعالى]

[مدخل]

...

[منهج إثبات الوحدانية لله تعالى]

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} .

لقد انتهت مرحلة الاصطفاء بالرؤيا واختار الله محمدا -صلى الله عليه وسلم- رسولا نبيا للعالمين جميعا, ونزل الوحي عيانا, وصدقه المترقبون له، لقد صدقت به بادئ بدء السيدة خديجة رضي الله عنها, لم تتوان فقد كانت تعمل لذلك منذ خمسة عشر عاما وتقدر لهذا اليوم قدره فآمنت، وآمن من بعدها ورقة، فقد كان على علم به؛ صفة ومكانا واستبطاء ورقة نزول {اقْرَأْ} وأنشد شعرا طويلا١ ذكره أصحاب السير فتمت بذلك المؤكدات.

إن البعثة المحمدية لم تكن على غفلة من الزمن والأحداث، وأنه لا يتأتى مطلقا أن يقرر القرآن: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} ٢, {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} ٣، {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ٤ ... إلخ.

ونجد من كلام النجاشي وهرقل وبحيرا ونسطورا تأكيدا لمعرفتهم بمعالم النبي الخاتم من كتبهم على نحو ما جاء في آيات القرآن


١ راجع السيرة النبوية لابن كثير ج١ ص٣٩٩، ٤٠٠.
٢ من الآية رقم ٦ من سورة الصف.
٣ من الآية رقم ٨٩ من سورة البقرة.
٤ من الآية رقم ١٤٦ من سورة البقرة.

<<  <   >  >>