للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلوقات يسر له أن يتنازل رزقه دما مهضوما، وهذا الرزق الممنوح من عطايا الله حق مؤكد مقسم عليه تفضلا من جلاله وكبريائه:

{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ, فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} ١.

وهي لفتة عجيبة ترد بصر الإنسان ونفسه وعقله إلى مصدر الرزق الأعلى إلى السماء إلى الله ليتطلع الفرد إلى ما قسم له عند ربه فلا يسلم نفسه إلى أسباب الرزق العادية في الأرض, فتحول بينه وبين التطلع إلى المصدر الأول الذي أنشأ له جنات معروشات وغير معروشات في الأرض, وبذلك ينفك القيد الحديدي الذي تغلغلت فيه تلافيف الفكر وتنطلق إلى خالق الأسباب, ويدرك الإنسان السليم في عقله ووجدانه أن ما يدعونه من دون الله لا يقدرون على شيء، فهم صم بكم عمي لا يرجعون٢.

والقوم مع جحودهم لم يستطيعوا إنكار هذه الحقيقة.

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ


١ الآيتان ٢٢، ٢٣ من سورة الذاريات.
٢ راجع في ظلال القرآن ج٢٧ ص١٩، الإسلام والإيمان ص٢٢٦.

<<  <   >  >>