آية السموات والأرض والغيث حقيقة قاطعة في دلالتها على منشئ مدبر, واللمسات في هذه الآيات وفي آيات سورة الروم تحمل الإنسان بكل أقطاره لينتقل من حظيرة الكفر إلى حظيرة الإيمان بالله؛ لأنه أينما حل فهو في كنف الله جل شأنه.
ينزل الغيث من بعد ما قنطوا, لقد غاب عنهم الغيث ولا غوث لهم بعد انقطاع المطر ووقفوا عاجزين عن سبب الحياة الأول وأدركهم اليأس, ولو دعوا آلهتهم ما سمعوا لهم ولو سمعوا ما استجابوا, فلا قدرة ولا إرادة ولا حركة ألبته، وفي لحظات إدراك اليأس ينزل الله الغيث وينشر رحمته فتحيا الأرض وتنفرج الأسارير وتنفتح القلوب وينبض الأمل ويفيض الرجاء ذلك أن الله هو الولي الحميد المتكفل بولاية خلقه المستحق الحمد بذاته.