للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما لم يستجيبوا لنداء المودة والإحسان يجذبهم من نواصيهم جذبا مروعا ويشهدهم عاقبة المكذبين من قبل ويصور لهم الضنك والضيق يوم المحشر وأهوال يوم القيامة تلك اللحظات التي لا يملكون فيها شيئا ولو أنفقوا ما في الأرض جميا ما تقبل منهم ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا.

وكثيرا ما تتغير النفوس بالقسر وقليلا ما تلين بالمعروف فزاوج القرآن بينهما؛ فالعبد يقرع بالعصى والحر تكفيه المقالة. ولقد كانت غاية القرآن الكريم في هذه المحاولة هي اطلاع المعاندين على الحق من كل زاوية وبكل وسيلة حتى لا تكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكفى بالله حسيبا وكفى بالله شهيدا.

والقرآن في هذه الجولة من التدليل على وحدانية الله وصفاته الحسنى يقدم لنا نموذجين:

الأول: إقناع الوجدان بالترغيب أو بالترهيب.

الثاني: إقناع الوجدان بالتجارب التاريخية للسالفين من الأمم الكافرة.

النموذج الأول: من آلاء الله؟

قال تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} .

<<  <   >  >>