هواتف الحاجة ودوافع الأنانية تلك التي تشتجر في القلب فتنئيه عن رحاب الله.
إنها قومة بعيدة عن التأثر بالتيارات البيئية والمؤثرات المشحونة بها الجماعة البشرية.
إنها دعوة إلى التعامل مع الواقع البسيط لا مع الأقيسة والقضايا والدعاوى التي تروج في وسط المجتمعات، ولا هي عبارات مطاطة تبعد العقل أو القلب أو الوجدان عن مواجهة الحقيقة في بساطتها وقربها ووضوحها، دعوة إلى منطق الفطرة الهادئ الصافي البريء من آفات التعصب، السليم من أمراض المجتمع، دعوة بعيدة عن الضجيج والخلط واللبس والتشدق والاضطراب والغبش الذي يحجب الفطرة ويحجب صفاء الحقيقة، إنها وقفة أو قومة واحدة إن تحققت صح المنهج واستقام الطريق.
إنها أن تقوموا لله، لا لغرض، ولا لهوى، ولا لمصلحة، ولا لقبيلة، ولا لقومية، ولا لمال، ولا لجاه، ولا لملك، لا لشيء من مثل الأرض، وإنما هي قومة خالصة متجردة لوجه الله.
ثم يفكروا ويتدبروا بعيدا عن المؤثر الخارجي فليعيشوا أثناء التدبر في مواجهة خالصة مع الحقيقة القائمة.
تدبر خاص في جو خاص يضمن للتفكير سلامته وتجرده ويكفل للمفكر حريته أن تقوموا لله مثنى وفرادى.