للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولله در المناجي:

بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح على قومه فقال:

{رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} ، ولو دعوت علينا لهلكنا من عند آخرنا فقد وطئ ظهرك، وأدمي وجهك، وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا، وقلت: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون١.

إنها ثقة الذي نعتته السماء:

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم} ٢.

{بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٣.

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} ٤.

وأما ثقة المجتمع بالداعية فقد أجمع الناس طرافي مكة المكرمة على أن يفردوه وحده بلقب الأمين, وعادة المجتمع الجاهلي فارغة من الألقاب خالية من تقاليد النياشين، لقد كانت الفروسية وأمارة الشعر تنتزع انتزاعا من ساحات الوغى وأسواق القريض ومعارض الفكر.


١ الشفاء شرح علي القاري ج١ ص٢٥٠.
٢ الآية رقم ٤ من سورة القلم.
٣ من الآية رقم ١٢٨ من سورة التوبة.
٤ الآية رقم ١٠٧ من سورة الأنبياء.

<<  <   >  >>