لقد ارتفعت قيم العقيدة في صدور الرجال إلى درجة تفوق وتعلو وتسمو فوق كل المعاني الاجتماعية التي درج عليه القوم.
دخل حصين على النبي -صلى الله عليه وسلم- كواسطة من قبل قريش ليحدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن الدعوة وكان ولده عمران رضي الله عنه أحد تلاميذ مدرسة الأرقم بن الأرقم ضمن كتيبة الدعوة التي يربيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فما وقف لوالده ولا أحس باحترام في نفسه لرجل كافر قطعت العقيدة أواصر الود بينهما حتى ولو كان ذلكم الرجل هو أبوه.
ويعرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام على حصين فيسلم فيقوم إليه ولده عمران فيقبل رأسه ويديه ورجليه ويبكي النبي -صلى الله عليه وسلم- من صنع عمران, وقال: دخل والد "حصين" وهو كافر فلم يقم إليه عمران، ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم وفى حقه وقد دخل من ذلك في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأفة وإشفاقا١.
وهكذا تعلو الصلة في الله فوق كل المعايير الاجتماعية والأسرية، وتبقى الرابطة الأساسية هي الرابطة في الله وهي العروة الوثقى مهما كان هناك انعطاف وتعاطف، وجداني بين الولد وأبيه وأمه فإن العقيدة أعلا وأسما ووشيجة الإيمان أقوى وآصل ... تقوى بالإيمان ويقطعها الكفر وتسقط الطاعة، وتعلو