جليا في المناقشة التي دارت بين النجاشي وسيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وكان موضوعها:
ما هو هذا الدين؟
وما هو الرأي في عيسى؟
لقد شرح له جعفر بن أبي طالب حقيقة هذا الدين كما تعلمه في مرحلة تربية القيادة بمدرسة الأرقم بن الأرقم، لقد قال للنجاشي:
بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا لتوحيد الله, وأن لا نشرك به شيئا, ونخلع ما كنا نعبد من الأصنام, وأمرنا بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم, وحسن الجوار والكف عن المحارم, والدماء.
ونهانا عن الفحش, وقول الزور, وأكل مال اليتيم، وأمرنا بالصلاة والصيام، فآمنا به وصدقناه, وحرمنا ما حرم علينا, وحللنا ما أحل لنا فتعدى علينا قومنا فعذبونا١ ... إلخ.
فيذكر جعفر للنجاشي النظرية والتطبيق معا.
ثم يقرأ على النجاشي القرآن فيبكي هو وأساقفته ثم يقول مقالته التاريخية:
"إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة".
١ الكامل في التاريخ ج٢ ص٨٠, الروض الأنف ج٣ ص٢٤٦.