عن الزهري قال: دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام سرا وجهرا فاستجاب لله من شاء من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش غير منكرين لما يقول, فكان إذا مر عليهم في مجالسهم يشيرون إليه أن غلام بني عبد المطلب ليكلم من السماء.
فالنص فيه تصوير لعمل الدعوة بمرحلتين: سرا وجهرا، أما الدعوة نفسها فمعروفة للناس ولم يقفوا منها موقف العداء إلا عندما اتسعت رقعتها وشكلت خطرا على المواريث الثقافية التي يؤلهها البشر.
قال في الوفا تكملة النص السالف:
فكان كذلك حتى عاب آلهتهم التي كانوا يعبدونها, وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر, فشاقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم١.
والدليل الواضح على أنه لا سرية في الدعوة, بل في العمل من أجلها أن الدعوة, حتى بعد أن صدع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بها ما زالت تعمل في جو الحذر والاستخفاء.
قال ابن كثير:
فأسلم عمر يوم الخميس فكبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل البيت تكبيرة سمعت بأعلى مكة.