للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ما أتيح لهم إعلانه بأسلوب القهر أو السيطرة, وإلغاء العقل, والإرادة, والكرامة, فإنهم لا يألون جهدا في ذلك, ويفسرون نداءاتهم الأولى بعذب من الحديث المخادع الكاذب, وبذلك لا تلبث أن تنفض الناس, والجماهير من حولهم كما هي طبيعة الزبد يذهب جفاء, وتبقى الحسرة والغيظ والكمد والحيرة والآلام والضيق والعسر للناس من بعد.

ولذلك فإن الدعوة الإسلامية حرصت, وهي تقعد منهج العمل مع الجماعة على أن يكون الهدف من الدعوة واضحا, اتخذ عرض الدعوة زمنا فسيحا زهاء ثلاثة عشر عاما على ما رواه العلماء١, واتخذت لذلك أسلوبا واضحا جليا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم.

ووضوح العرض هنا يراد منه:

وضوح الهدف.

ووضوح الدليل.

أما وضوح الهدف, فقد استفاض النص المعصوم أن القرآن الكريم، أو الأثر النبوي الشريف في تحديد المراد من الدعوة الإسلامية.

لقد كان تحديد الهدف بارز المعالم، فصيح المنطق قوي الأسلوب.

وكان مع ذلك جديا لا هزل فيه، وكانت جديته صريحة يعزب معها كل لون من التجاهل أو التناسي أو التعامي أو التغافل أو التثاقل


١ ابن كثير ج١ ص٣٨٩ الطبقات الكبرى ج١ ص٢٢٥ راجع مسلم كتاب الفضائل ج٤ ص١٨٢٥ راجع فتح الباري ج٨ ص١٦٤ باب مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم. راجع التاج الجامع للأصول ج٣ ص٢٥٦ المحبر ص١٠.

<<  <   >  >>