من ذلك المصدر الوحيد باسم ربك يتلقى البشر علمهم في أول لقاء مشهود بين الوحي والرسول النبي؛ ليبدأ في تعليم البشر إياها.
ولقد كانت هذه الحقيقة التي تلقاها قلب الرسول النبي -صلى الله عليه وسلم- في اللحظة الأولى المشهودة هي التي ظلت تصرف شعوره ولسانه وعمله واتجاهاته طول حياته بوصفها قاعدة الإيمان الأولى:
{بِاسْمِ رَبِّكَ} ، وقد عرف العلماء السابقون هذه الحقيقة، أن الرسول النبي الذي سيحمل العلم الرباني إلى البشرية كلها هو المنعوت في كتبهم بسمات خاصة.
وقد نطق بالرسالة من قبل مجيئها راهب في الطريق هو "جرجيس": بحيرا مترهب نصراني على ما يرويه صاحب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم:
فجاء الراهب وهم يحملون رحالهم فصار يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول الله رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين١.