للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعا له الله أن يجعل له الآية التي تعينه على نشر الرسالة.

وإذا مضينا نستطلع عمل الطفيل كداعية نجده قد دعا إياه وزوجته, ثم دعا قومه, وما زال بأرض دوس, حتى هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بمن أسلم معه من قومه وكانت عدتهم تقرب من ثمانين بيتا من دوس.

وتستمر الحماسة القيادية في نفس الطفيل, فبعد فتح مكة يطلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرسله إلى صنم عمرو بن حممة ليحرقه، فأحرقه وجعل يقول:

يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا

إني حشوت النار فؤادكا١

واستمر الطفيل رائدا مجاهدا مخلصا للدعوة حتى كان أحد أبطال الجيش الإسلامي الذي حارب طليحة الكذاب في حروب الردة عهد خلافة الصديق رضي الله تعالى عنه٢.


١ راجع أخبار مكة للأزرقي ج١ ص١٣١.
٢ ابن هشام ج١ ص٣٨٤، ٣٨٥، الروض الأنف ج٣ ص٣٧٦، ٣٧٧، الطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص٣٥٣ ج٢ ص١٠٨، ١٥٧، السيرة لابن كثير ج٢ ص٧٥.

<<  <   >  >>