للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يبق لواحد من بعد ذلك شبهة اعتراض لو كان ما يدعو إليه محمد حقا لكان أولى الناس به زوجه وغلام بيته وصديقه١.

أما وقد آمن هؤلاء جميعا وآمن معهم خلق آخر بدعوتهم إياهم, فقد انسد باب الافتراض والتعلة وأغلق كل ثقب شيطاني للالتواءات الإبليسية التي يتذرع بها المطمسون عن نور الحقيقة المحجوبون عن خيرات الإسلام، وبات الحق واضحا يدلل على وضوحه وصدقه إيمان السيدة خديجة منذ اللحظة الأولى، وإيمان ورقة منذ أن علم بالوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيمان الصديق ساعة أن دعى دون كبوة أو تردد، وإيمان علي دون مشورة أبي طالب، وإيمان زيد بن حارثة دون بحث أو نظر، وإيمان الطفيل رغم الدسيسة وإيمان أبي ذر وتحديه لمجتمع مكة.

وبذلك فقد اكتمل للدعوة في كل موطن قيادة تعمل وتجاهد في سبيل نشر الإسلام الحنيف وهي تثق في لحظة الظهور التي وعدهم بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا فقد حان للدعوة بعد هذا أن تأخذ طريقها للانطلاق والظهور, فأذن الله جل شأنه لنبيه أن يصدع بما يوحي إليه, فابتداء الركب النوراني يأخذ مراحله الثلاثة:

لعشيرته الأقربين.

للعرب.

للعالمين جميعا.


١ راجع فقه السيرة ص٩٩ محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اثين دينه ص١١٧.

<<  <   >  >>