للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يأل جهدا في توصيل دعوة الله إلى العرب.

فقد أتى كلبا في منازلهم فدعاهم إلى الله, وعرض عليهم نفسه حتى إنه ليقول لهم: "يا بني عبد الله إن الله عز وجل قد أحسن اسم أبيكم" , فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.

وأتى بني حنيفة في منازلهم فدعاهم كذلك إلى الله, وعرض عليهم نفسه فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم١.

كذلك عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه على بني عامر فدعاهم إلى الله عز وجل, ولكنهم أرادوا أن يتخذوا الدعوة فيما بعد ملكا عضودا لهم, فرفض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ابن هشام: فقال رجل منهم يقال له "بيحرة بن فراس" والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش؛ لأكلت به العرب, ثم قال: أرأيت

إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: "الأمر إلى الله حيث يشاء"، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك, فإذا أظهرك الله كان أمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه٢.


١ السيرة لابن هشام ج١ ص٢٤٢، راجع الوفا ج١ ص٢١٥, تاريخ الطبري ج٢ ص٣٤٩، الحلبية ج٢ ص٣، ٤ السيرة لابن كثير ج٢ ص١٥٧، ١٥٩.
٢ السيرة لابن هشام ج١ ص٤٢٤، ٤٢٥، تاريخ الطبري ج٢ ص٣٥٠.

<<  <   >  >>