وإن هؤلاء النفر لما عادوا تحملوا مسؤلية العمل للدعوة, وهو جزء أساسي في منهج التبليغ, والعمل مع الجماعة, وقد حمل التاريخ الإسلامي لهؤلاء النفر مجهودا مشكورا ونشاطا رائعا مخلصا، في نشر الدعوة بعد عودتهم إلى يثرب طيبة.
يقول ابن هشام:
فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبقى دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وبذلك فقد تم توصيل الدعوة إلى أصقاع الأمة العربية, نعم رفضها المطموسون بظلام الجاهلية, ولكن قبلها المشرقون بصفاء النفس الممنوحون نعمة السمع, وشاء الله لهم أن يكونوا لها أجنادا مصطفين أخيارا. والله ذو الفضل العظيم١.
١ ابن هشام ج١ ص٤٣٠، السيرة لابن كثير ج٢ ص١٧٨، الدرر ص٧١، الطبقات الكبرى ج١ ص٢١٩، الدلائل للبيهقي ج٢ ص١٧٤، الكامل في التاريخ ج٢ ص٩٦، تاريخ الطبري ج٢ ص٣٥٥، الوفا ج١ ص٢١٧.