للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال:

حدثت أن عتبة بن ربيعة, وكان سيدا قال يوما, وهو جالس في نادى قريش ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش؟ ألا أقوم إلى محمد فأكمله وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها, فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟

وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يزيدون ويكثرون فقالوا: بلى يا أبا الوليد١.

وإذن فسفارة عتبة سفارة مفوضة من وجهاء القوم وكبارهم.

ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول لعتبة بعد أن فرغ: "أقد فرغت يا أبا الوليد؟ " , ثم يتلو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الآيات الأولى من سورة فصلت, ويستمع إليها عتبة بإصغاء تام, ثم يعود لقومه ناصحا لكنه غير أمين على وجدانه, فلم يفلح.

٤- أذى النبي -صلى الله عليه وسلم:

لقد فشلت قريش وضاقت ذرعا بهذا الفشل، وأشعة الإسلام في كل يوم تمتد إلى قلب أو تدخل بيتا، والمسلمون يتزايدون صلابة وصبرا، ومستويات سفاراتهم كلها قد انتكست وفشلت مساعيهم, فعبروا عن خيبتهم بسلوك صبياني.


١ السيرة لابن هشام ج١ ص٢٩٣، الحلبية ج١ ص٣٣٨، المواهب ج١ ص٢٥.

<<  <   >  >>