للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من إقامة سعيدة طيبة هادئة, فأرهقت كرامة قريش بهذا الاستقرار وزادها رهقا أن دخل حمزة بن عبد المطلب في الإسلام.

يقول الطبري:

فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد عز وأن حمزة سيمنعه١.

وغاظهم كثيرا خيبة عمرو بن العاص وصاحبه عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي في عدم التمكن من العودة بقافلة النور من المهاجرين, وزادهم حنقا إسلام عمر بن الخطاب. يقول الطبري:

فوجهوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي إلى النجاشي مع هدايا كثيرة, وأمروهما أن يسألا النجاشي تسليم من قِبَله وبأرضه من المسلمين إليهم، فلم يصلا إلى ما أمل قومهما من النجاشي, فرجعا مقبوحين, وأسلم عمر بن الخطاب رحمه الله, فلما أسلم وكان رجلا جلدا جليدا منيعا، وكان قد أسلم قبل ذلك حمزة بن عبد المطلب, ووجد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أنفسهم قوة, وجعل الإسلام يفشو في القبائل وحمى النجاشي من ضوى إلى بلده منهم، اجتمعت قريش, فأتمرت بينها أن يكتبوا كتابا٢.

هكذا تبدو ظاهرة الفشل وقد زلزلت عقل قريش, وتخبطوا في أساليب الانتقام من الدعوة والداعية, فتعاهدوا على أن يقيموا حصارا


١ تاريخ الطبري ج٢ ص٣٣٤.
٢ تاريخ الطبري ج٢ ص٣٣٥.

<<  <   >  >>