وعلى ذلك فقوله في روايته: أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية من المراسيل كما قال ابن حجر لأن أنسا لم يدرك هذه القصة، وقد جاءت هذه القصة من حديث ابن عباس وهو أيضا ممن لم يشاهدها لكن روايته ليس فيها الصدر الذي جاء في رواية أنس١.
وعلى هذا فطلب المعجزات لم يلب من الله ولا من رسوله -صلى الله عليه وسلم- لأنه اتجاه يبعد الرسالة الخاتمة من أساسياتها وينئيها عن وظيفتها ويبعد العقل والقلب عن آيات الله القائمة في النفس والآفاق وفي التاريخ والكون.
أما ما وقع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان إكراما من الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- لا دليلا لا ثبات رسالته ونبوته.
يقول: المسلم الفرنسي اتين دينه
إن معجزة الأنبياء الذين سبقوا محمدا كانت في الواقع معجزات وقتية وبالتالي معرضة للنسيان السريع بينما نستطيع أن نسمي معجزة الآيات القرآنية "المعجزة الخالدة" ذلك أن تأثيرها دائم ومفعولها مستمر، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان أن يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي أحرزه الإسلام ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الأوربيون؛ لأنهم يجهلون القرآن، أو لأنهم لا يعرفونه إلا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلا عن أنها غير دقيقة.