للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعتبة بن ربيعة يقول لقومه:

قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم١.

والنضر بن الحارث وهو رأس العداء للدعوة يقول لقومه وقد أصابتهم "حيرة وتلجلج": "يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر، لا، والله ما هو بساحر"٢.

وقد أرسلت قريش وفدا منها إلى أحبار اليهود يسألونهم عن محمد -صلى الله عليه وسلم- لقد بعثوا وفدا مكونا من عضوية النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط, وكلاهما يكن للدعوة والداعية بغضا وكرها ويريد بجدع الأنف أن يصل إليهما بسوء, وسألا أحبار اليهود, فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن, فهو نبي مرسل, وإن لم يفعل فالرجل متقول, فروا فيه رأيكم.

سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب.


١ السيرة لابن هشام ج١ ص٢٩٤.
٢ السيرة لابن هشام ج١ ص٣٠٠-٣٠٨, راجع الحلبية ج١ ص٣٤٧.

<<  <   >  >>