للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجرد شعور كاذب, يخافون أن يتخطفهم الناس, إنهم كانوا أيام الجاهلية في أمان ورد الله أبرهة الأشرم عن البيت الحرام, وهم يومئذ في تشوش من التوحيد, ومع هذا فقد آنسوا فضل الله ورحمته. إنه وحده الحامي وهو وحده المدافع.

وإن قوى الأرض كلها لا تملك أن تتخطف ريشة من جناح طائر ما لم يأذن بذلك الله, وهي في كنف الله وفي رحاب البيت العتيق, فلماذا يخافون أن تتخطفهم الناس؟

إن قوى الأرض كلها لا تملك أن تنصرهم إذ خذلهم الله، وهي كذلك لا تملك أن تضرهم إذا نصرهم الله.

إن العلة هي أن الإيمان لم يخالط قلوبهم, ولو خالطهم لتبدلت نظرتهم لمفهوم القوى, ولاختلف تقديرهم للأمور, ولعلموا أن الأمن لا يكون إلا في جوار الله, وأن الخوف لا يكون إلا في البعد عن هداه. وأن هدى الله موصول بالعزة, وأن هذه الوصلة حقيقة منشؤها أن الله هو الخالق, وهو المدبر, والذي يتبع هداه يستمد منه العون والحول والقوة, ويأوى بذلك إلى ركن شديد في واقع الحياة١.

٢- احتقار صنف من الناس:

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} ٢.


١ في ظلال القرآن ج٢ ص٨٠، ٨١.
٢ الآية رقم ١١ من سورة الأحقاف.

<<  <   >  >>