للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنهم يعدون ولادة الأنثى محنة ويرونها مخلوقا له درجة دون درجة الذكر، ثم هم يدعون أن الملائكة إناث، وأنهم بنات الله، فمن أين جاءتهم هذه الأسطورة, وهم مع الرتبة الدون؛ لأنهم وهم خلق محتاج إلى بارئه الأجل الأعظم, لا يقبلون الأنثى لهم ذرية وامتدادا لحياتهم فهل اختار الله البنات وترك لهم البنين؟ استفتهم عن هذا الزعم السقيم المتهافت.

ويسترسل القرآن في تفنيد أسطورتهم حتى الخاتمة:

{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ، مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ، إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ، وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} ١.

فينفي قدرتهم على أن يضلوا من عباد الله إلا من هو محسوب من أهل الجحيم, وإنهم عاجزون عن فتنة قلب مؤمن محسوب من الطائعين.

ولكل مقامه لا يتعداه.

فالملائكة عباد من خلق الله لهم وظائف في طاعة الرحمن، يصفون للصلاة، ويسبحون بحمد ربهم، ويقف كل منهم على درجته لا يتجاوزها, والله هو الله الملك القدوس ذو الجلال والإكرام٢.


١ الآيات من رقم ١٦١-١٩٥ من سورة الصافات.
٢ في ظلال القرآن ج٢٣ ص٧١-٧٢.

<<  <   >  >>