للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنفسهم فيما رزقهم الله فواجههم القرآن الكريم بهذا التناقض، بين ما يعترفون به من وجود الله ومن أنه الخالق والرازق، وبين ما يزاولونه من ربوبية لغير الله تتمثل في التشريع الذي يزاوله نفر منهم، وكانوا يزعمون أن ما يزاولونه من التحريم والتحليل إنما بإذن من الله لهم, فجاءت الآيات تقرعهم {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} ١.

قال ابن كثير: أنكر الله تعالى على من حرم ما أحل الله أو أحل ما حرم الله بمجرد الآراء والأهواء التي لا مستند لها ولا دليل عليها٢.

قال الطبري: فحللتم بعض ذلك لأنفسكم وحرمتم بعضه عليها وذلك كتحريمهم ما كانوا يحرمونه من حروثهم التي كانوا يجعلونها لأوثانهم كما وصفهم الله به فقال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} , ومن الأنعام ما كانوا يحرمونه بالتبحير والتسييب ونحو ذلك، يقول الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- قل "يا محمد" آلله أذن لكم، بأن تحرموا ما حرمتم منه أم على الله تفترون, أي تقولون الباطل وتكذبون؟ ٣


١ في ظلال القرآن ج١١ ص١٧٧، ١٧٨, راجع القرطبي ص١٣٩٤. ط الشعب. وحول هذا راجع الموافقات للشاطبي ج٥٣١ ص راجع الرسالة المحمدية ص١٣٦.
٢ تفسير ابن كثير ج٣ ص٤٢١.
٣ تفسير الطبري ج١١ ص١٢٧، راجع الآلوسي ج١١ ص١٤٢ في ظلال القرآن ج١١ ص١٧٨, راجع تفسير القرطبي ط الشعب ص٢٥٢٦.

<<  <   >  >>