للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنهاج القرآني فقد كانت ثمارا مرتبطة بالعقيدة كدستور للتعاشر الإنساني كله في كل زمان ومكان.

ولم تنتقل الدعوة من مكة إلا وقد زرعت في أرض خصبة مجموعة المبادئ الإسلامية التي تشكل القانون الإلهي للإنسان حيث يكون.

المسئولية والتوبة:

كان العهد المكي عهد بناء للتصور الإسلامي الذي يحدد أبعاد المعركة التي يخوضها المسلم ليحقق عبوديته لله جل شأنه, ومع أن نظام الدولة بعد لم يكتمل له مقومه من مجتمع وحكومة وأرض يقوم عليها المجتمع وحكومته لرعاية هذا النظام الرباني, فإن الدعوة الإسلامية في مكة كانت تعلم المسلمين أبعاد المسئولية, وتدربهم على العودة إلى الله دائما في كل وقت وحين، فكانت آيات القرآن المكي دروسا مفيدة في تربية الجماعة الإسلامية على تحمل المسئولية, وهي عنصر أساسي، للجهاد في سبيل الله الذي بدأ بإعلان الصبر, وتحمل المشاق في مواجهة غضبة كاذبة محمومة من المعتدين الجاهلين.

في المسئولية:

وحول المسئولية يقول الله تعالى:

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} ١.


١ الآية رقم ١٦٤ من سورة الأنعام.

<<  <   >  >>