للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو دين موصول أوله بآخره, ثابتة أصوله وقواعده, يصدق بعضه بعضا على توالي الرسالات والرسل وتباعد المكان والزمان, فهو في صحف موسى, وهو في ملة إبراهيم قبل موسى, هو هو لا تحمل نفس حمل أخرى لا تخفيفا ولا تثقيلا, ولا تملك نفس أن تتطوع, فتحمل عن غيرها شيئا من أثقالها:

{كَلَّا لَا وَزَرَ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ، يُنَبَّأُ الْأِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ، بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ١.

فلا مفر فإنما هو الحساب والجزاء والتذكير لمن ينسى، سوف يذكر بما قدم وأخر، وسوف لا يقبل منه اعتذار فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، فعلى كل فرد أن يهدي نفسه إلى الخير ويقودها إلى النجاة.

التوبة:

ومع هذه الصرامة في إدراك مدى المسئولية في الدنيا والآخرة, فإن الله وهو البر الرحيم يفتح أبواب التوبة لمن أناب إليه إن عائدا من ذنب أو راغبا في تقرب. يقول الله تعالى:

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٢.


١ الآيات من رقم ١١-١٥ من سورة القيامة.
٢ الآية رقم ٥٤ من سورة الأنعام.

<<  <   >  >>