للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذه العالمية قضى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على العصبية الجاهلية في نفوس المؤمنين وجعل آصرة العلاقة ورباط الود "لا إله إلا الله محمد رسول الله" مهما اختلفت اللغات والأوطان والجنسيات.

وهذه التربية على مفهوم العالمية للجماعة الإسلامية هي الأساس الأصيل الذي تقوم عليه دعامة المجتمع الإسلامي في المستقبل، حيث بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- للأبيض والأسود والأحمر والأصفر والناس كافة, لقد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- ليحيي كرامة الإنسان.

ولقد كانت التربية على عالمية مفهوم الدعوة أساسها أن المجتمع لا يقوم على قاعدة واحدة وهي قاعدة العبودية لله وحده في كل أموره وشئونه.

وهذه العبودية تتمثل في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التعبدية وفي التشريع والقانون.

وقد قرر الوحي الأمين أن التصور الاعتقادي:

{أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ١.

{وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ، وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} ٢.


١ من الآية رقم ١٠٨ من سورة الأنبياء.
٢ الآيتان ٥١، ٥٢ من سورة النحل.

<<  <   >  >>