"ولما أقيمت الصلاة ببيت المقدس قاموا صفوفا ينتظرون من يؤمهم, فأخذ جبريل بيده -صلى الله عليه وسلم- فقدمه فصلى بهم ركعتين١.
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} .
{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} .
لقد حقق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- مدلول العبودية لله وقابل كل موجات الاعتداء بالصبر الجميل والثبات المكين, فهو الرباني الكامل والعبد الكامل في ربانيته وعبوديته لله رب العالمين، فما جزاء المحقق للعبودية وقد غاب عنه حبيباه: عمه وزوجه, وتكأكأت عليه الأعادي، لقد كانت آخر موجة الغضب الجاهلي صبية من بني ثقيف من الطائف ترميه بالحجارة حتى دمت قدماه الشريفتان، وسامحهم ودعا لهم بالهدى، أفلا يستحق هذا العبد الذي وصف وحده بهذا النعت "عبده", عبده في الإسراء وعبده عند سدرة المنتهى, فلم يخرج محمد -صلى الله عليه وسلم- عن العبودية لله وحده. أفلا يستحق دون سائر البشر جميعا أن تحمله الملائكة على البراق ليصلي إماما بكل الأنبياء؟
ولم يخرج محمد -صلى الله عليه وسلم- من العبودية لله وحده، أفلا يستحق أن تقف له الأنبياء والملائكة وأهل السموات جميعا