للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان للقوم عيد يخرجون فيه يومها إلى الحدائق والبساتين بعد أن يضعوا بواكير الثمار بين يدي أصنامهم لتباركها وبعد أن يتنزهوا يعودون إلى الأصنام ليأخذوا طعامهم المبارك١.

فلما كان ذلك اليوم وكان سيدنا إبراهيم قد يئس من استجابتهم للحق الأبلج وأيقن من انحراف فطرتهم وأن إصلاحها صار عسيرا اعتزم أمرا.

فلما دعوه يوم عيدهم إلى الخروج معهم, قلب نظره إلى السماء, وقال لهم: إني سقيم لا طاقة لي بالخروج معكم إلى المتنزهات, فالذي يخرج إليها إنما هو طالب اللذة والمتعة خالي القلب، وقلبي لم يكن في راحة من أمركم ولا يستروح مشاركة الراحة معكم.

{إِنِّي سَقِيمٌ} تصوير لمدى ما بذله معهم من الجهد ليخرجهم من الظلمات إلى النور فأبوا.

{إِنِّي سَقِيمٌ} إنه مخلص صادق في مواجهة قوم بلداء الحس كاذبي الوجدان.

وذهب سيدنا إبراهيم إلى الأصنام والثمار الجنية أمامهم طيبة شهية كما هي لم يأكلوا منها شيئا فقال لهم متهكما مستهزئا: {أَلا تَأْكُلُونَ} ؟


١ الوثنيون هنا في ماليزيا وخاصة الذين هم من أصل سيلاني ما زالوا ماكثين على هذه الضلالة بنفس هذا الأسلوب الجاهلي القديم الرجعي.

<<  <   >  >>