للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن كلمة أخرى قد قيلت من الله العلي العظيم: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ١.

وكانت: {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ} ٢.

{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} ٣.

وإذًا فيستقر في ذهن السامعين لهذه الدعوة حقيقتان:

الأولى: تهافت وتفاهة وعبث عقيدة الأصنام.

الثانية: أن السبب الكامل لا ينتج بنفسه مهما كان عظيما. فقد ألقي إبراهيم في النار وهي على عظمها لم تكن له إلا بردا وسلاما.

فليترقب المخاصمون في مكة إذن تكسيرا لأصنامهم كما تكسرت الأصنام قديما بيمين جدهم إبراهيم وليعلموا ضعف مكرهم تجاه الدعوة وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال٤.

الخطوة الثالثة: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}

وإذن فقد تحدد الموقف:

{لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .

{رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} .


١ راجع ظلال القرآن ج١٧ ص٣٧ وما بعدها, ج٢٢ ص٥٩ وما بعدها.
٢ الآية رقم ٩٨ من سورة الصافات.
٣ الآية رقم ٧٠ من سورة الأنبياء.
٤ من مراجع هذا البحث: التفكير الفلسفي في الإسلام لفضيلة الدكتور عبد الحليم محمود ص٧٨، ٨٠. القرآن العظيم لفضيلة الشيخ محمد الصادق عرجون ص٦٤، ٦٥.

<<  <   >  >>