للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول قريش: المعاندة للتوحيد الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- إنها من ذرية إبراهيم وفي خطبة أبي طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد١.

فهذه النسبة حق.

وتدعي قريش أنها على ملة إبراهيم وهذا ما ليس بحق فقد أعلن إبراهيم كلمة التوحيد قوية واضحة لا لبس فيها ولا غموض, ومن أجلها هجر أباه وقومه, وأعلن عدوانه لكل شرك, ووصى بنيه من بعده أن يقولوا: لا إله إلا الله صافية بريئة من شبه الشرك.

وإذن فدعوة التوحيد التي ينكرها المجتمع المكي هي دعوة أبيهم إبراهيم٢.

فلئن كانوا مستمسكين بما كان يعبده آباؤهم فها هو ذا أبوهم إبراهيم الذي يفتخرون بالنسب إليه نبي موحد خالص في التوحيد وقد جعل التوحيد من بعده تركة لأبنائه.

يقول الآلوسي:

"والكلام تمهيد لما أهْلُ مكة فيه من العناد والحسد والإباء عن تدبر الآيات وأنهم لو قلدوا آباءهم لكان الأولى أن يقلدوا أباهم الأفضل الأعلم الذين هم يفتخرون بالانتماء إليه وهو إبراهيم عليه السلام٣،


١ المواهب اللدنية ج١ ص٢٠١ ط أولى عام ١٣٢٥هـ.
٢ راجع في ظلال القرآن ج٢٥ ص٧٣، ٧٤، تفسير ابن كثير ج٤ ص١٢٦.
٣ راجع روح المعاني ج٢٥ ص٧٠.

<<  <   >  >>