دعوة تدعوهم إلى الإِيمان بالله، هذا الإِيمان الذي يملأ هذا الفراغ الذي يعيشه سواء في نفسه أو بيئته أو محيطه.
إن الإِنسان اليوم ليعيش عيشة وهمية تلمؤها الوثنية والخرافات والشعوذات في كل أرجاء المعمورة ... لابد من دعوة نظيفة أصيلة تقضي على هذه الجاهليات. ولن تكون هذه الدعوة إلا الدعوة الإِسلامية، والدعاة هم المسلمون أتباع النبي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -. والقيام بالدعوة لها آثارها في استقامة الأمة ودفع الشرور والفتن والمحن عنها. وقد أناط الله سبحانه وتعالى بهذه الأمة وألزمها بأن تقوم بالدعوة -خير قيام لتكون خير أمة أخرجت للناس- وذلك لأمور نوجزها هنا:
أ- إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس جميعًا ورسالته إلى الناس كافة باقية إلى قيام الساعة، ومقصد هذه الدعوة هداية الخلق إلى توحيد الله سبحانه وتعالى والتعريف بمنهجه وما يجب على عباده تجاهه سبحانه وتعالى ليفوزوا بالسعادتين في الدنيا والآخرة. ولذا كانت رسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم - عامة ورحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الأنبياء: ١٠٧].
فكان لزامًا على هذه الأمة المسلمة أن تنهض وتقوم من بعد النبي بوجوب التبليغ للدعوة للإِسلام إلى أهل الأرض جميعًا. وكيف لا يكون كذلك وقد قال الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمة في محكم كتابه العزيز {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: ١٤٣].
ب- إن بقاء الشرك والكفر والجاهليات الأخرى في الأرض يؤثر تأثيرًا عاجلًا أو آجلًا على معاني الإِسلام القائمة في أي جانب من جوانب الأرض، ولذا ترى الإِسلام يمنع المسلم من البقاء في ديار الكفر بل يأمره بالتحول إلى ديار الإِسلام حتى لا يُفتتن في دينه، وعلى هذا فقيام المسلم