هذه الوسائل التي ذكرنا آنفًا هي من الوسائل الآلية، وهي تسخَّر وتوجَّه حسب حقيقة وسلوك وعقيدة الموجِّه. وهذه الآلة لا حول لها ولا قوة لأنها توجّه ولا توجِّه، فإذا كان الموجه يتمتع بروح الإِسلام فإنه سوف يوجهه توجيهًا إسلاميًا، وأما إذا كان الموجه ذا نزعة غربية أو شرقية فإنه سوف يوجهه توجيهًا حسب ما تملي عليه ثقافته الغربية أو الشرقية.
٣ - الكتابة: وهي من الوسائل الإِعلامية التي تساعد على نشر الدعوة الإِسلامية، سواء كانت هذه الكتابة عن طريق صحيفة أو غير ذلك. فيستطيع الكاتب الإِسلامي أن تكون كتاباته ومقالاته في خدمة الدعوة، وبأُسلوب نظيف بعيد عن كل نزعة قومية أو عنصرية، وأن تكون كتابته في صميم الإِسلام. وهذه الكتابات لها أثرها الكبير في النفوس وخاصة في صدق الدعوات.
والدعوة إلى الله من أجلِّ الأعمال وأقربها إلى الله سبحانه وتعالى. فتأليف الكتب في بيان حقيقة معاني الإِسلام وكتابة الأبحاث والمقالات والرسائل من الوسائل المفيدة في الدعوة إلى الله ولاسيما إذا ترجمت إلى لغات من يراد تعريفهم بالإِسلام ودعوتهم إليه. فيمكن بهذه الوسيلة تبليغ الإِسلام إلى ملايين الناس الذين لا يعرفون اللغة العربية ولم تصلهم حقيقة الإِسلام بعد.
ويذكر الدكتور عبد الكريم زيدان "أنه يجب على الداعية أن يكتب هذه المقالات والأبحاث بأسلوب بسيط مفهوم وواضح يدركه الناس على مختلف مستوياتهم وقدراتهم وأن تكون المعاني التي يبينها فيها مما يتمكن كل واحد من معرفتها، وأن تكون خالية من ذكر المسائل الدقيقة والخلافية، وأن تكون مختصرة دون إخلال بالمعنى ومقتضيات التفهيم (١) ".
وهناك قسم آخر من أقسام الإِعلام وهو الجهود الشخصية وما لها من