الأثر الكبير في نشر الدعوة. والجهود الشخصية تعتمد على أساسين مهمين في حياة الداعية.
أ- تعتمد على شخصه من حيث القدرة على الكلام وقوة الحجة.
ب- وتعتمد على خُلق الداعية وسيرته، نعني بذلك القدوة الحسنة للغير.
ونبين هنا كلا النوعين وما لهما من الأثر الطيب في النفوس، والكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الطيبة تتلقى المكان الرحب في صدور الناس، لذلك يجب أن يكون الكلام بالقول لينًا هينًا سهلًا واضحًا خاليًا من الألفاظ المجملة المبهمة التي تحمل حقًا وباطلًا. والداعية ملزم أن يكون كلامه وألفاظه في نطاق الشريعة وحدودها، لأن المهم هو إيصال الدعوة إلى قلوب الناس، وهذا لا يحتاج إلى كلمات جوفاء غامضة لا تفيد السامع ولا تنفعه بشيء، بل يجب على الداعية أن يلتزم بالقدوة الحسنة وهو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
تقول عائشة رضي الله عنها:"كان كلام رسول الله كلامًا فصلًا يفهمه كلّ من يسمعه"(١) معنى ذلك كان كلامه بينًا وواضحًا.
ونرى القرآن الكريم يأمر بتبليغ الدعوة وذلك بجعل القول معنىً من معاني الدعوة قال تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨] وقوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤)} [الأعراف: ١٠٤].
والخطبة: نوع من أنواع القول، وهي عادة ما تكون بين مجموعة من الناس. ومن عوامل نجاح الخطبة والتأثر بها: أن يدرس الخطيب أحوال المجتمع الذي يعيش فيه، كأن يعيش في مجتمع بعيد عن العقيدة الإِسلامية والارتماء في أحضان العقائد الفاسدة، فيكون للخطيب صولة وجولة في
(١) رواه أبو داود ٥/ ١٧٢ كتاب الأدب باب الهدى في الكلام.