للرسل عليهم الصلاة والسلام أثر كبير في حياة الناس, لأن الرسل لا يقومون بحركة إلا عن طريق الوحي {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ - ٤].
فدعوتهم الناس إلى الشريعة وما تحتويه من قيم وأخلاق وسلوك؛ هذا كله ليس من عند أنفسهم، وإنما هو الوحي والتوجيه الرباني.
والرسل عليهم الصلاة والسلام إذا بدؤوا يصلحون أقوامهم ويقوِّمون مشاكلهم فإنهم يستأصلونها من جذورها، ويقدمون لهم البديل، وما الرسل إلا مبشرون ومنذرون، أما خَلْق الهداية في القلوب وتوفيق العباد إلى الخير فهو إلى الله وحده. {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[القصص: ٥٦] وقال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}[الرعد: ٧].
والرسل عليهم الصلاة والسلام هم القدوة الحسنة لأقوامهم في كل قول وعمل {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: ٢١].
والرسل عليهم الصلاة والسلام باختلاطهم بالناس ودعوتهم إلى الرسالات التي يحملونها والسلوك العملي الذي يتمتعون به يكون واقعًا ملموسًا لدى الناس، بذلك يكون اتباع الناس لهم من الأمور اليسيرة لمن وفقه الله وأراد هدايته، ويكونون دائمًا مرتبطين بالوحي محاولين ربط القلب البشري بالله، فإذا أراد المعونة والتوفيق فإنه لا يلجأ ولا يتوجّه إلا إلى الله.
مهمة الرسل:
ومهمة الرسل شاقة وصعبة، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يختار رسله ويصطفيهم ويجتبيهم مِن خلقِه، قال تعالى:{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}