وعلى نفس الطريق وبنفس الدعوة التي دعا بها نوح وهود وصالح عليهم السلام جاء نبي الله لوط - عليه السلام - ودعاهم إلى عبادة الله وحده وتركِ ما هم عليه من الكفر والشرك -وقد كان قوم لوط - عليه السلام - يأتون الرجالَ شهوةً مِن دون النساء فحذّرهم - عليه السلام - من عاقبة هذا الفعل الخبيث والمرض الفتاك، والمخالف لسنن الفطرة، لكنهم لم يلتفتوا لقوله ولم يأبهوا له ووقفوا منه موقف المعارض والمكابر والمستهزىء بدعوة الله ورسله. ونتيجة لأفعالهم المنكرة وعدم رجوعهم إلى طريق الحق والصواب عاقبهم الله عقابًا شديدًا وخسف بهمُ الأرض ليكونوا عبرة لمن يعتبر. قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (٨١) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: ٨٠ - ٨٤].
ويُفتح الستار عن نبي الله شعيب - عليه السلام - ونرى دعوته مع قومه الذين أشركوا بالله وجعلوا لله ندًّا، واتبعوا شياطينهم وكانوا يبخسون الميزان والمكيال، وكانوا من المطفِّفين. فجاءهم نبي الله شعيب ناصحًا لهم ومحذِّرًا، ينصحهم بأن يتركوا الإِشراك بالله، وأن عليهم أن يوحِّدوه ويفردوه بالعبادة، وناهيًا لهم ومحذِّرًا مِن بخسِ المكيال والميزان وتطفيفهما لأن هذا إفساد في الأرض، والله سبحانه وتعالى لا يرضى هذا وهو - عَزَّ وَجَلَّ - لا يحب المفسدين. ويترتب على إصرارهم على الكفر وعمل المعاصي عقابٌ شديد من الله - عَزَّ وَجَلَّ -.